[ad_1]
عرف الجمع العام الانتخابي لعصبة الشمال لكرة القدم أجواء مشحونة، تخللتها مشادات كلامية وتشاحنات بين مساندي المرشحين عبد اللطيف العافية وعمر العباس. وبحسب ملاحظين، فقد بدا أن بعض أفراد لائحة العباس حضروا بنية مسبقة لتوتير الأجواء واستفزاز العافية بكل الطرق الممكنة، في محاولة لاستدراجه إلى ردة فعل مباشرة.
غير أن العافية، الذي أصبح أكثر هدوءا، اختار تجاهل تلك الاستفزازات، مركزاً على إنجاح العملية الانتخابية واحترام قواعد اللعبة الديمقراطية داخل الأسرة الكروية، محللون اعتبروا أن هذا السلوك يعكس روحاً رياضية عالية، يُجنب العصبة الانزلاق نحو ممارسات لا علاقة لها بالتسيير الرياضي.
وبالمقابل، يرى متتبعون أن هذه المحاولة لا تختلف كثيراً عن ما قام به اللاعب الإيطالي ماركو ماتيرازي في نهائي كأس العالم 2006، حين استدرج الأسطورة الفرنسية زين الدين زيدان إلى ردة فعل أفقدته المشاركة في آخر مباراة بمساره الكروي.
السؤال المطروح اليوم: هل كان بعض أنصار العباس يسعون إلى تكرار سيناريو “ماتيرازي وزيدان” مع العافية داخل قاعة الجمع العام؟ أم أن العافية بخبرته وثباته فوت عليهم الفرصة وخرج منتصراً ليس فقط في صناديق الاقتراع بل أيضاً في معركة ضبط الأعصاب؟
الجمهور الكروي عادةً ما ينظر إلى مثل هذه الأساليب كدليل على ضعف الحجة، وكتكتيك يلجأ إليه الطرف الذي يفتقد لبرنامج مقنع أو إنجازات ملموسة.
ومن منظور علماء الاجتماع، فإن اللجوء إلى أسلوب الاستفزاز في الممارسة الرياضية أو السياسية يعكس ثقافة “الهجوم اللفظي” كوسيلة للتعويض عن النقص في القوة التنظيمية أو الشرعية الشعبية، هذه الاستراتيجية كثيراً ما تُستعمل لإرباك الخصم، لكن خطورتها تكمن في أنها تُضعف صورة المؤسسة ككل أمام الرأي العام. في المقابل، فإن ضبط النفس من قبل المستهدَف يُترجم إلى رصيد اجتماعي ورمزي قوي، يعزز مكانته كفاعل يحظى بالثقة والاحترام، وهو ما تحقق فعلاً مع العافية.
[ad_2]
طنجة بوست tanjapost – أخبار طنجة : المصدر

