[ad_1]
في خطوة لافتة بمقاطعة بني مكادة، أعلن أحد المستشارين الشباب المنتمين إلى لائحة محمد غيلان، نائب عمدة طنجة عن حزب التجمع الوطني للأحرار، قراره بعدم الترشح مجددًا للانتخابات المقبلة، رغم استمراره في أداء مهامه إلى غاية سنة 2027.
المستشار، الذي حاز ثقة الساكنة يوم 8 شتنبر 2021، أوضح أن أربع سنوات من التجربة داخل المجلس أقنعته بأن السياسة المحلية ما تزال أسيرة صراعات جانبية تُفقد الكثير من الزمن التنموي، وأن المنصب يمنح وجاهة شكلية أكثر مما يتيح إنجازًا فعليًا، مؤكداً أن خياره لم يكن انسحابًا من خدمة الصالح العام، بل توجهًا نحو مبادرات مدنية أكثر جدوى وقربًا من المواطن.
هذا القرار، الذي اتخذ بعد تفكير عميق واستخارة خلال عمرة رمضان الأخيرة، يضع علامات استفهام حول قدرة محمد غيلان على تجديد النخب وإشراك الشباب في العمل السياسي. إذ كيف يمكن الحديث عن تمكين الشباب، بينما أحد أبرز الوجوه الشابة في لائحته يقرر مغادرة التجربة السياسية الحزبية من باب القناعة بخيبة الأمل؟
قرار المستشار الشاب يأتي في ظرف حساس يعيشه محمد غيلان نفسه، بعد سلسلة من السقطات التواصلية التي خلقت جدلاً واسعًا داخل الرأي العام:
– ففي غشت 2025، وصف الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش بـ”الاستفزاز”، وهي عبارة غير مسبوقة في السياق المغربي، أثارت موجة غضب واسعة. ورغم الانتقادات، تمسك غيلان بموقفه، مبررًا العبارة على أنها “استفزاز إيجابي”، في تفسير وُصف بالمرتبك والمغالط.
– وبعدها بأسابيع قليلة، عاد عبر تدوينة على فيسبوك ليصف المشهد السياسي المغربي بأنه يعيش فراغًا يملؤه “التافهون والرويبضة والمطبلون”، وهو تصريح اعتُبر تصعيدًا غير محسوب العواقب، خصوصًا وأنه يصدر عن نائب عمدة يمثل مؤسسة رسمية.
هذه المواقف المتشنجة زادت من صورة غيلان كسياسي يعيش ارتباكًا في تقدير اللحظة السياسية، ويفتقد إلى مهارات التواصل وضبط الخطاب. وهو ما جعل قرارات مثل تلك التي أعلنها المستشار الشاب تُقرأ كفشل مباشر في بناء جيل سياسي جديد، بل وتكشف محدودية مشروعه في إشراك الشباب.
المفارقة أن الشاب الذي قرر مغادرة المشهد الانتخابي، أعلن أنه لا يتخلى عن خدمة الناس، وإنما يفضل مسارات مدنية ومبادرات عملية تُعطي نتائج ملموسة بعيدًا عن الحسابات الحزبية الضيقة. وهذا الموقف يعكس إحباط جزء من الشباب الطنجاوي من واقع السياسة المحلية، حيث تُستنزف الطاقات في صراعات جانبية بدل أن تُوجَّه للتنمية.
بين تصريحات محمد غيلان المثيرة للجدل، وقرار مستشاره الشاب بعدم الترشح، تتضح صورة مأزومة لسياسة الحزب داخل طنجة: خطاب متشنج يوسع الهوة مع المؤسسات، وعجز عن الاحتفاظ بجيل شاب طموح كان يفترض أن يكون رهان المستقبل.
ويكشف هذا عن أزمة أوسع: فشل غيلان في إشراك الشباب، وافتقاد التجربة السياسية المحلية إلى مقومات التجديد الحقيقي.
[ad_2]
طنجة بوست tanjapost – أخبار طنجة : المصدر

