[ad_1]
في مفارقة لا تخلو من العبث والازدواجية، وبينما يتغنى وزراؤنا بجمال المدن المغربية و”يفرضون” على المواطنين تشجيع السياحة الداخلية، قرر المدير العام للأمن الوطني الإسباني، فرانسيسكو باردو بيكيراس، قضاء جزء من عطلته بمدينة أصيلة المغربية، في الوقت الذي شد فيه وزراؤنا الرحال إلى الخارج، وتحديدًا إلى إسبانيا وإيطاليا !
حيث شوهد فرانسيسكو بيكيراس في أحد أشهر مطاعم أصيلة، وهو يتجول في أزقة المدينة العتيقة بكل هدوء، محاطًا فقط بحارسه الشخصي، مستمتعًا بأجواء المدينة وتاريخها.
فكيف لمسؤول أمني أجنبي أن يختار المغرب وجهة سياحية له، بينما مسؤولونا الذين يفترض أن يكونوا أول سفراء للسياحة الوطنية، اختاروا مغادرة البلاد بحثًا عن الراحة على الشواطئ الأجنبية.
الوزير كريم زيدان، الذي لم تمر أسابيع على تصريحه بأن السعيدية أجمل من إسطنبول وبرشلونة، حجز أول طائرة لقضاء عطلته الصيفية في الخارج. أما رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، فاختار جزيرة سردينيا الإيطالية، المعروفة بترفها وخصوصيتها، حيث شوهد رفقة عائلته في مطعم فاخر، ترك فيه فاتورة فاقت 3 آلاف أورو، غير شاملة للبقشيش.
من المفارقات المخجلة أن يُشيد مسؤولونا بالسياحة الداخلية أمام الكاميرات، ثم يسارعون إلى حجز مقاعدهم في الطائرات نحو أوروبا عند أول إشارة عطلة. فأين المصداقية؟ كيف ننتظر من المواطن أن يثق في دعوات “شجع بلادك”، في حين أن وزراءه لا يثقون حتى في فنادقها وشواطئها؟
السياحة ليست شعارات تُطلق في البلاغات، ولا صورًا على “إنستغرام”، بل هي قناعة وسلوك ومسؤولية وطنية. فحين يعبر مسؤول أجنبي حدودنا بحثًا عن المتعة والثقافة، ويهرب وزراؤنا إلى فنادق مدريد وأنطاليا، فإن الرسالة واضحة: المواطن أولى بتشجيع ما لا يثق فيه المسؤولون أنفسهم.
أمام هذه المفارقة، يحق لنا أن نسأل:
هل تحتاج السياحة الداخلية إلى حملات دعائية، أم إلى مسؤولين يؤمنون بها فعلاً؟
وهل يمكن لمغربي بسيط أن يثق في “جمالية” السعيدية، حين يرى وزيره يستجم على شواطئ ماربيا؟
الدرس جاء من مدريد: مدير الأمن الإسباني يثق في المغرب أكثر من وزرائه.
[ad_2]
طنجة بوست tanjapost – أخبار طنجة : المصدر


