[ad_1]
شهدت السفارة الجزائرية في الرباط، خلال الأيام الأخيرة، تحركات غير معتادة أثارت الكثير من علامات الاستفهام، وذلك بعد انطلاق أشغال ترميم شاملة لمقر البعثة الدبلوماسية التي ظلت موصدة ومهجورة منذ أزيد من أربع سنوات، أي منذ إعلان الجزائر قطع علاقاتها مع المملكة المغربية في صيف 2021.
الأشغال التي شملت صيانة الواجهة وتجديد الجدران وإعادة تأهيل الفضاءات الداخلية جرت في غياب أي بلاغ رسمي من السلطات الجزائرية، ما جعل مراقبين يربطون هذه التحركات بإمكانية وجود مراجعة هادئة للموقف الجزائري تجاه المغرب، خصوصا في ظل غياب أي حملة إعلامية أو سياسية ضد الرباط بالتزامن مع احتفالات عيد العرش المجيد وخطاب الملك محمد السادس بالمناسبة.
ويأتي هذا التطور في وقت تجاهل فيه الإعلام الجزائري الرسمي، بشكل لافت، مضامين الخطاب الملكي الأخير الذي ألقاه الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لتوليه العرش، حيث غابت التعليقات المعتادة التي كانت تهاجم المغرب كلما تحدث العاهل المغربي عن قضايا الجوار والتعاون المغاربي.
بل إن خطاب هذه السنة، الذي حمل نبرة إيجابية وشدد على قيم التآخي والتضامن، لم يُقابل بأي رد فعل من الصحافة أو الأجهزة الرسمية الجزائرية، وهو ما فسّره البعض بمحاولة تفادي التصعيد وربما ترك الباب مواربا أمام بوادر التهدئة.
ويرى مراقبون أن هذه المؤشرات – ولو ظلت محدودة – قد تعكس بداية تحوّل في الخطاب السياسي الجزائري، أو على الأقل تراجعا عن سياسة التصعيد الدائم تجاه الرباط، خاصة في ظل التحديات الإقليمية المتسارعة التي تفرض على البلدين الجارين مراجعة أولويات المواجهة والانفتاح على فرص الحوار.
وإذا كانت الجزائر قد اختارت التزام الصمت، فإن الأشغال الجارية في سفارتها بالرباط، في هذا التوقيت بالذات، توحي بأن ثمة شيئا يُطبخ في الخفاء، سواء تعلق الأمر بإعادة فتح قنوات الاتصال، أو على الأقل الإبقاء على خيار الدبلوماسية مفتوحا تحسبا لأي تغيّرات مستقبلية في المنطقة.
[ad_2]
طنجة بوست tanjapost – أخبار طنجة : المصدر


