[ad_1]
يشهد قطاع صناعة السيارات في المغرب نموا متسارعا يجعله أحد أبرز المحركات الاقتصادية في إفريقيا، حيث أصبح المغرب منصة صناعية تنافسية بفضل البنية التحتية المتطورة وتوافر اليد العاملة المؤهلة.
ويأتي هذا التقدم في ظل توجه واضح نحو دعم التحول الصناعي وجذب الاستثمارات الأجنبية، خاصة في مجالات السيارات الكهربائية والمكونات الذكية.
كما تعمل المملكة على تعزيز شراكاتها مع كبريات الشركات العالمية عبر مشاريع جديدة في طنجة والقنيطرة والدار البيضاء، مما يعزز موقعها كمركز إقليمي لتصدير السيارات إلى أوروبا وإفريقيا.
ويواكب هذا التطور اهتمام متزايد بالابتكار والانتقال نحو الصناعة النظيفة، في إطار التزام المغرب بخططه البيئية والتنموية المستدامة.
وفي هذا السياق، أكدت الصحافة الإسبانية أن هذا التحول الاستراتيجي غير المسبوق يضع موقع المغرب في الصدارة كقوة صناعية صاعدة في منطقة البحر الأبيض المتوسط. فبينما تواجه أوروبا تحديات ارتفاع تكاليف الإنتاج وتشدد اللوائح البيئية، استطاع المغرب أن يستثمر موقعه الجغرافي المتميز، وكلفة اليد العاملة التنافسية، وسياساته الصناعية الطموحة، ليبني نموذجا جديدا من التنمية الاقتصادية ينافس كبرى الاقتصادات الإقليمية، وعلى رأسها إسبانيا.
موانئ استراتيجية تعيد رسم خريطة التجارة المتوسطية
يعد ميناء طنجة المتوسط أحد أبرز رموز هذا التحول، إذ انطلق سنة 2004 ليصبح اليوم أكبر ميناء في إفريقيا، وأحد أهم المراكز اللوجستية في العالم، حيث يستقبل أكثر من 20 ألف سفينة شحن سنويا.
وبفضل بنيته التحتية المتطورة، يمكن للبضائع المغربية أن تصل إلى موانئ أوروبية رئيسية مثل برشلونة ومرسيليا في أقل من 24 ساعة، مما يجعل منه بوابة تجارية حقيقية بين إفريقيا وأوروبا.
غير أن المغرب لا يتوقف عند هذا الحد؛ فمشروع ميناء الناظور غرب المتوسط، الذي يجري بناؤه على بعد 50 كيلومترا فقط من مليلية، يأتي ليكمل منظومة الموانئ الكبرى التي تؤطر طموح المملكة في أن تكون مركزا صناعيا ولوجستيا إقليميا.
وهذا المشروع الضخم، الذي تصل تكلفته إلى 720 مليون يورو، من بينها أكثر من 300 مليون يورو بتمويل أوروبي، سيتضمن كاسر أمواج بطول 4 كيلومترات ورصيفا يمتد لـ1400 متر، مما يتيح استقبال أضخم سفن الشحن في العالم.
توسع صناعي مدروس يربط الموانئ بالمصانع
التنمية المينائية تسير جنبا إلى جنب مع نمو صناعي متسارع، خصوصا في قطاع السيارات، الذي أصبح أحد أعمدة الاقتصاد المغربي.
وفي عام 2024، ضاعف المغرب مساحة مدينة طنجة للسيارات إلى 1185 هكتارا استجابة للطلب المتزايد من المستثمرين الدوليين.
ويعمل مجمعا طنجة والناظور بشكل تكاملي، إذ سيسهم الميناء الجديد في دعم سلسلة الإمداد الصناعية وتسهيل تصدير السيارات وقطع الغيار نحو الأسواق الأوروبية.
تمويل أوروبي يثير الجدل في الضفة الشمالية
أثار التمويل الأوروبي لمشروع الناظور غرب المتوسط جدلا واسعا في إسبانيا، إذ تعتبر أوساط اقتصادية أن الاتحاد الأوروبي يمول منافسا مباشرا لموانئ مثل الجزيرة الخضراء ومالقة وألمرية، التي تواجه بدورها قيودا بيئية صارمة وكلفة تشغيل مرتفعة.
غير أن بروكسل تُبرر هذا الدعم باعتباره جزء من سياسة الشراكة المتوسطية الرامية إلى تعزيز التنمية والاستقرار في جنوب أوروبا وشمال إفريقيا.
صناعة السيارات.. من التجميع إلى الريادة التكنولوجية
في موازاة هذا التوسع، نجح المغرب في استقطاب كبريات الشركات الأوروبية في قطاع السيارات، فقد استثمرت مجموعة ستيلانتيس، المالكة لعلامات مثل “بيجو” و”سيتروين” و”أوبل”، مئات الملايين من اليوروهات في مصانعها بكل من القنيطرة وطنجة، حيث تنتج سيارات كهربائية مثل سيتروين AMI، إلى جانب محركات مطابقة للمعايير الأوروبية.
أما مجموعة رينو، فتواصل بدورها تعزيز حضورها من خلال مصنعي الدار البيضاء وطنجة، اللذين يصدران طرازات داسيا سانديرو ولوغان وجوغر إلى الأسواق الأوروبية.
وتشير تقارير إعلامية فرنسية، من بينها قناة TV5 Monde، إلى مفاوضات جديدة بين المغرب والشركات الأوروبية قد تعيد رسم خريطة الإنتاج الصناعي في القارة، وتهدد مصانع في دول مثل رومانيا وتركيا والمجر.
المغرب.. قوة صناعية صاعدة على مشارف أوروبا
من خلال هذا النموذج المتكامل بين الموانئ العملاقة والصناعة المتطورة، يكرس المغرب موقعه كقوة اقتصادية جديدة في البحر الأبيض المتوسط، قادرة على منافسة المراكز الصناعية الأوروبية، ليس فقط بفضل كلفة الإنتاج المنخفضة، بل أيضا بفضل وضوح الرؤية الاقتصادية واستقرار مناخ الاستثمار.
[ad_2]
المغربي almaghribi – أخبار المغرب : المصدر

