[ad_1]
دخلت الحملة الانتخابية للعصبة الجهوية طنجة تطوان الحسيمة لكرة القدم مرحلة من التوتر، بعد سلسلة تصريحات للمرشح عمر العباس، أثارت جدلاً واسعاً بين المتابعين والمختصين في المجال الرياضي وحتى السياسي.
في تصريحات متفرقة، وصف العباس “الميثاق” الذي وقعه عدد من رؤساء الأندية بأنه “شكل من أشكال العبودية”، مؤكداً أن من يرفض الخضوع له حر طليق. لكن هذه العبارات اعتُبرت من طرف متابعين رسالة مبطنة فحواها: إما معي فحر، أو ضدي فعبد، وهو ما يناقض – في نظرهم – مبادئ حرية التعبير والرأي والرأي الآخر.

ويتساءل كثيرون: كيف لمن لم يصبح بعد رئيساً أن يصف من لن يتوافق معه بهذه الصورة؟ ويرى مراقبون أن هذا النهج هو أصل رفض عدد من رؤساء الأندية لبرنامج العباس، الذين يعتقدون أنه يسعى لتسيير العصبة بأسلوب “الرجل الواحد”. ويستدلون على ذلك بندوته الصحفية الأخيرة التي لم يُبرز خلالها أي شخص من لائحته، ما زاد من مخاوف غياب الشفافية وتهميش الشركاء.
في المقابل، يعتمد منافسه عبد اللطيف العافية على حضور ميداني مباشر مع الأندية والفاعلين الرياضيين، ويُعرف بخطاب التوافقات وبناء الثقة على الأرض، في تباين واضح بين منهجين مختلفين في إدارة الحملة.
بينما يراهن العافية على اللقاءات المباشرة، يبدو أن العباس اختار استراتيجية أخرى ترتكز على الرسائل الرقمية والفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي. وهو ما يمنحه ضجة إعلامية مؤقتة، لكنه – بحسب متابعين – يفتقر إلى التأثير العملي على أرض الواقع، حيث تُتخذ القرارات الحاسمة.
وفي منشور أثار جدلاً أكبر، كتب العباس على صفحته:
“فإن جعلتم على رؤوسكم فاسدين في مدنكم و قراكم، فلا تقبل منكم الشكوى، فأنتم المسؤولون عن تدهور حقوقكم و حق بلدكم عليكم…”

وأرفق هذا المقتطف بتعليق وُجه إلى خصومه قائلاً: “هذه إلى صاحب مقولة من نحن التي تغنى بها المناظرة… أنت من تحدد من أنت!؟ اختيارك هو من يحدد من أنت!؟ لا تشتكي بعد ذلك وتقول لماذا ينظر إلينا بعين… السبب هو أنك اخترت فاسداً ليرأسك.”
لكن متابعين اعتبروا أن هذا المنشور أبرز غياب الحكمة، حيث بدا أن العباس استعمل خطاباً ملكياً شاملاً لتوجيه رسالة انتخابية ضيقة ضد خصومه. بينما الخطابات الملكية، بطبيعتها، موجّهة إلى الأمة جمعاء ولا يُفترض تأويلها أو تخصيصها لخدمة حملة شخصية.
ويرى محللون أن مثل هذا التوظيف يُخرج الخطاب الملكي من شموليته الوطنية إلى إطار انتخابي ضيق، وهو ما لا يليق بالمقام الملكي ولا بروح الخطابات الرسمية. كما أنه يضع العباس في موقع من يفسر الرسائل الملكية ويوجهها حسب أجندته الخاصة، وكأنها تصدر لضرب من لا يتوافقون مع توجهاته.
مع اقتراب يوم الاقتراع، يظل الصندوق هو الحَكَم الوحيد. لكن المؤكد أن تصريحات عمر العباس الأخيرة أعادت النقاش حول حدود الخطاب الانتخابي، وقيم الحوار والاختلاف، وأعطت الانطباع بأن معركة العصبة تحولت من منافسة رياضية إلى سجال سياسي مشحون.
ويبقى السؤال: هل ستمنح هذه الضجة العباس زخماً إضافياً أم ستضعف حظوظه أمام أندية تبحث عن برامج عملية، تواصل مباشر، وضمانات استمرارية حقيقية؟
[ad_2]
طنجة بوست tanjapost – أخبار طنجة : المصدر

