[ad_1]
في المشهد الرياضي لنادي اتحاد طنجة لكرة القدم، الكل يترقب حلولاً عملية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من ذهاب الدوري المغربي قبل حلول الميركاتو بعد التعادلين الأخيرين. غير أن المفاجأة الكبرى جاءت مع إعلان نائب أمين مال اتحاد طنجة السابق، عمر العباس، استقالته من المكتب المسير للانطلاق في سباق رئاسة العصبة الجهوية لكرة القدم. خطوة أثارت الكثير من علامات الاستفهام: كيف يعقل أن من عجز عن معالجة أزمات نادٍ واحد، يطمح إلى قيادة عصبة بأكملها ؟
الأرقام تؤكد أن اتحاد طنجة ما يزال يعاني الأمرّين: منع من الانتدابات، تقشف غير مسبوق،وموسم بدون آمال. خلال فترة تواجد عمر العباس كنائب أمين المال، لم يلمس المتابعون أي حلول ملموسة، بل ازداد الوضع تعقيداً. ومع ذلك، يخرج الرجل اليوم ليطرح برنامجاً انتخابياً فضفاضاً للعصبة، يتحدث فيه عن شراكات كبرى مع المجالس المنتخبة والحكومة والجامعة، وعن ملاعب جديدة وملحقات إدارية وقناة إعلامية ومشاريع تنموية شاملة.
المفارقة الصارخة أن الرجل لم ينجح في إنقاذ فريق واحد، ولم يستطع فك عقدة مالية بسيطة في نادي واحد، فكيف له أن يَعِد الأندية بمخططات شبيهة ببرامج حكومية؟ كأنما سئلت : “لو أصبحتَ رئيساً للحكومة، ماذا ستفعل؟” فيجيب: “سأبني خمسين مستشفى جامعياً في كل مدينة، وأحدث طرقاً سيّارة في كل قرية.” وعود براقة بلا دراسة، ولا حساب للميزانية، ولا حتى رؤية عملية.
الجماهير الرياضية والفاعلون في الميدان يعرفون أن الكرة ليست شعارات تُكتب على “فيسبوك”، بل واقع يحتاج إلى تدبير دقيق، وحلول مالية واضحة، وإجراءات عملية قابلة للتنفيذ. وما لم يستطع العباس فعله في بيت اتحاد طنجة، من الصعب جداً أن ينجزه في بيت أكبر وأعقد وهو العصبة الجهوية.
إن السؤال الحقيقي الذي يفرض نفسه اليوم هو: كيف “فرّط” اتحاد طنجة في عمر العباس وتركه يترشح للعصبة؟ لعل الجواب الذي قد يجيبك أحدهم أن النادي ارتاح من رجل لم يقدّم شيئاً ملموساً، وتوجه للعصبة لتواجه “معجزاته الانتخابية” المعلّقة في الهواء. وبين الوعود الحالمة والواقع الصادم، يبقى الحكم النهائي بيد الأندية، التي تعرف جيداً أن الأفعال لا تقاس بعدد الشعارات، بل بوزن النتائج.
وما سيكشف أنها مجرد شعارات هو ما سينشر مساء اليوم.
[ad_2]
طنجة بوست tanjapost – أخبار طنجة : المصدر

