[ad_1]
تشهد الساحة الكروية بجهة طنجة تطوان الحسيمة في الآونة الأخيرة نقاشا محتدما، بعدما رُوجت أخبار عن محاولات لفرض هيمنة نادي اتحاد طنجة على الأندية الجهوية المنضوية تحت لواء عصبة الشمال لكرة القدم. محاولات وصفتها مصادر رياضية بأنها مشروع سياسي أكثر منه رياضي، يهدد توازن اللعبة وثقة الفاعلين في المؤسسات الكروية.
تؤكد معطيات متداولة أن المخطط يقوم على استغلال الأندية و اللاعبين ككتلة انتخابية غير مباشرة، لضمان الأغلبية داخل العصبة الجهوية، في خطوة تثير مخاوف من تحويل الرياضة إلى أداة لخدمة أجندات حزبية وانتخابية.
وبدأت جهات محاولات لشيطنة القيادة الحالية للعصبة، ومحاولة إظهارها في حالة الفشل، رغم أن إنجازاتها وخبرتها أكدت العكس، خصوصا وأنها استطاعت كسب ثقة الأندية عبر المشاريع والبنيات التي وفرتها.
غير أن اللافت أن العديد من رؤساء الأندية الجهوية بدأوا يستوعبون خطورة هذا التوجه، ويدركون أن ترك القرار بيد ناد واحد، مهما كانت مكانته، سيؤدي إلى تهميش باقي الأندية وإقصاء المبادرات المحلية. وقد عبرت بعض الأندية حتى داخل مدينة طنجة نفسها عن رفضها لأي مسار يقود إلى احتكار القرار، معتبرة أن ذلك لا يخدم لا كرة القدم ولا مبدأ تكافؤ الفرص.
قرار عصبة طنجة تطوان الحسيمة بعقد جمعها العام في مدينة القصر الكبير، اعتُبر مؤشرا قويا على بداية تحول في ميزان القوى. فقد رحبت به غالبية الأندية باعتباره خطوة في اتجاه العدالة المجالية واللامركزية، ما شكل صدمة لمن كانوا يسعون إلى تكريس مركزية القرار في طنجة فقط.
التجربة السابقة أثبتت أن كرة القدم الجهوية تتطور أكثر عندما يتم الانفتاح على مختلف المدن والمراكز، والاهتمام بالفئات الصاعدة، لا عندما يُحصر القرار في يد ناد واحد. وهو ما بدأت الأندية تفطن إليه الآن، حيث يزداد وعيها بضرورة الحفاظ على استقلاليتها وضمان حضورها في أي تصور مستقبلي.
وعليه، فإن النقاش الذي يفرض نفسه اليوم لم يعد يقتصر على مكان انعقاد الجمع العام أو توزيع الملاعب، بل على كيفية بناء مشروع كروي متوازن يضمن مشاركة جميع الأندية، ويحصن اللعبة من الاستغلال السياسي أو الحزبي.
يبدو واضحا أن الأندية ورؤساءها في جهة طنجة تطوان الحسيمة بدأوا يستفيقون على خطورة وضع القرار في يد ناد واحد، والرهان اليوم هو تكريس التعددية والتشاركية في تسيير العصبة كما هو حالها اليوم، بما يخدم تطلعات اللاعبين والجماهير، ويجعل من كرة القدم أداة للتنمية الرياضية لا منصة للمصالح الضيقة.
[ad_2]
طنجة بوست tanjapost – أخبار طنجة : المصدر

