[ad_1]
تحوّل اليوم المفتوح الذي نظمه فضاء الألعاب Big Fun بمول طنجة لفائدة الأيتام والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى عاصفة من الجدل والانتقادات، بعدما اعتبره متابعون وحقوقيون مجرد عملية دعائية وتسويق تجاري على حساب فئة هشة، أكثر منه مبادرة إنسانية صادقة.
الخطوة جاءت أيّامًا قليلة فقط بعد الضجة الكبيرة التي أثارتها واقعة منع الشابة صابرين، البالغة 19 سنة والمصنفة من ذوي الاحتياجات الخاصة، من دخول الفضاء، بدعوى أنها قد “تُخيف الأطفال”. حادثة هزّت الرأي العام محليًا ودوليًا، واعتُبرت إهانة صريحة وخرقًا فاضحًا لحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة.
في نظر كثير من المتابعين، كان من الممكن احتواء الأزمة بـــ اعتذار رسمي ومباشر لصابرين وعائلتها ولكافة ذوي الإعاقة، مع الاعتراف بالخطأ وضمان عدم تكراره. لكن ذلك لم يحدث.
وبدلًا من تحمل المسؤولية، فضّلت إدارة المركز تنظيم يوم مفتوح للأطفال الأيتام وذوي التوحد، مع التقاط الصور والفيديوهات التي رُوّجت على نطاق واسع عبر إعلانات ممولة على مواقع التواصل.
حقوقيون تساءلوا: هل الهدف هو إدماج الأطفال فعلا، أم استغلال صورهم في وضعيات فرح للتغطية على الفضيحة؟
مصادر متطابقة أكدت أن إدارة المركز سربت فيديو لصابرين وهي تلعب داخل الفضاء، لكن في المقابل أخفت مقطع الجدال المرير مع والدها الذي سبق منعها من الدخول بدعوى أنها “تُخيف الأطفال”، رغم توفر المركز على كاميرات مراقبة عديدة.
هذه الخطوة اعتُبرت محاولة لتقديم “نسخة منقّحة” للرأي العام، بدل مواجهة الحقيقة كما وقعت.
كما نُقل عن مسؤولة داخل المركز تصريح غير رسمي دعت فيه إلى إعادة تكوين المستخدمين، وهو ما فُسّر كاعتراف ضمني بالخطأ، لكنه لم يترافق مع اعتذار رسمي وصريح.
والد صابرين شدد على أن مثل هذه المبادرات الدعائية لا تُعوض الإهانة التي تعرضت لها ابنته، مضيفًا:
“ما نحتاجه هو اعتراف رسمي بالخطأ وضمان عدم تكراره، لا صور إعلانية لتحسين صورة المركز.”
من جانبه، وصف النائب الفيدرالي البلجيكي ورئيس المجلس البلدي لإيفير رضوان شهيد ما وقع بـأنه:
“تمييز صارخ وإقصاء غير مبرر”، داعيًا إلى فتح تحقيق رسمي وضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات، ومؤكدًا أن القضية لا تخص صابرين فقط، بل جميع الأطفال في وضعية إعاقة.
أما الناشط والمؤثر الفيسبوكي عصام سراج الدين، وهو نفسه في وضعية إعاقة، فقد كتب تدوينة مؤثرة وصف فيها ما حدث مع صابرين بأنه:
“صدمة إنسانية حقيقية، وتمييز وحگرة تمس كرامة فئة طيبة ومسالمة تستحق الاحترام والدعم لا الإقصاء.”
مضيفًا:
“في بلجيكا حيث تعيش صابرين تُعامل باحترام وتُمنح امتيازات، بينما في بلدها الأصلي تُمنع من الدخول بدعوى أنها قد تُخيف الأطفال… هل رأيتم في بلد الكفار كيف يتعاملون مع ذوي الاحتياجات الخاصة ❤️، وفي بلد المسلمين كيف يُعاملون ؟”
الجمعيات والمسؤولون: رفض الاستغلال ودعوات للإغلاق
جمعيات ناشطة في مجال الإعاقة والتوحد، مثل الاتحاد للتوحد والدمج الاجتماعي بطنجة، اعتبرت أن ما جرى يمثل ركوبًا على معاناة الأسر، مؤكدين أن حماية حقوق الأطفال يجب أن تُترجم إلى قوانين وإجراءات مؤسساتية، لا إلى حملات دعائية موسمية.
أما رئيس مقاطعة طنجة المدينة السابق، فقد علّق عبر فيسبوك قائلًا:
“لو وقع مثل هذا الحادث في فترة ولايتي وتلقيت مراسلات من جمعيات حقوقية، لكنت أصدرت قرارًا بإغلاق المركز فورًا.”
القضية لم تبق محلية، بل تجاوزت الحدود لتثير تفاعلات واسعة في أوساط الجالية المغربية بالخارج، التي رأت في الحادثة صورة مؤلمة عن كيفية تعامل بعض المؤسسات التجارية مع فئات في وضعية إعاقة، حيث تختزل معاناتهم في مواد دعائية موسمية بدل صون كرامتهم وضمان حقوقهم المشروعة.
ما قامت به إدارة Big Fun، وفق حقوقيين ومتابعين، يدخل في خانة “صكوك الغفران” التسويقية: تقديم مبادرات رمزية للتغطية على خطأ جسيم، بدل الاعتراف به ومعالجته جذريًا.
هل تتحرك الجهات الوصية لمحاسبة المركز قانونيًا وضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات؟
أم أن هذه المبادرات الدعائية ستظل غطاءً لتسويق تجاري على حساب كرامة الأطفال وحقوقهم الإنسانية؟
[ad_2]
طنجة بوست tanjapost – أخبار طنجة : المصدر

