[ad_1]
شهد إقليم شفشاون خلال شهر غشت 2025 موجة حرائق غابوية غير مسبوقة، التهمت مساحات شاسعة من الغطاء النباتي في جماعة الدردارة، مخلفة خسائر بيئية ومادية كبيرة، وأثارت قلق الساكنة المحلية والمهتمين بالشأن البيئي، وقد جاءت هذه الحرائق في ظل ظروف مناخية صعبة تميزت بارتفاع مهول في درجات الحرارة، وهبوب رياح شرقية جافة، ما جعل مهمة فرق الإطفاء أكثر تعقيدا وأطول زمنا للسيطرة على ألسنة اللهب.
وفي هذا السياق، قدّم الخبير البيئي مصطفى بنرامل، رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ، قراءة شاملة حول حرائق الغابات العنيفة التي اجتاحت شمال المغرب، وتحديدًا منطقتي الدردارة بإقليم شفشاون وبنقريش بإقليم تطوان خلال شهر غشت 2025.
وأوضح في تصريح خاص لموقع “المغربي”، بنرامل أن هذه الحرائق اندلعت يوم 12 غشت في سياق مناخي صعب تميز بارتفاع درجات الحرارة، وانخفاض نسبة الرطوبة، وهبوب رياح شرقية جافة “الشركي”، ما ساهم في تسارع انتشار ألسنة اللهب وسط تضاريس جبلية وغطاء نباتي كثيف. وأضاف أن التحقيقات الأولية كشفت عن وجود عامل بشري أشعل الشرارة الأولى، غير أن الظروف المناخية القاسية كانت السبب المباشر في تفاقم الوضع.
وبحسب المعطيات التي أوردها الخبير، أتت النيران على حوالي 500 هكتار من الغابات والأراضي الزراعية في الدردارة، فيما التهمت نحو 75 هكتارًا في بنقريش، ورغم عدم تسجيل وفيات بشرية، أُصيبت عدة عناصر من فرق الإطفاء بجروح متفاوتة الخطورة أثناء عمليات التدخل. ويرى بنرامل أن هذه الخسائر تشكل إنذارًا جديدًا حول هشاشة المنظومة الغابوية أمام التغيرات المناخية والسلوكيات البشرية.
وفي حديثه عن جهود التدخل، أشاد رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية بسرعة استجابة السلطات، التي سخّرت موارد بشرية ولوجستية واسعة، شملت فرق الوقاية المدنية والدرك الملكي والقوات المساعدة وعناصر من القوات المسلحة الملكية، إضافة إلى متطوعين من الساكنة، وعلى المستوى الجوي، جرى تسخير ثلاث طائرات كنادير نفذت طلعات متواصلة للسيطرة على بؤر النيران، في وقت وصل عدد المتدخلين في الميدان إلى نحو 480 عنصرا.
وشدد بنرامل على أن هذه الكارثة البيئية تعكس ضرورة اعتماد استراتيجية وقائية طويلة الأمد، تقوم على تعزيز أنظمة المراقبة والإنذار المبكر، حظر استخدام النار في الفترات الحساسة، وإنشاء ممرات عازلة حول القرى والمزارع، كما دعا إلى تنظيف محيط الطرق وخطوط الكهرباء، وإطلاق برامج لإعادة التشجير بأنواع نباتية أقل عرضة للاحتراق.
وخلص الخبير البيئي تصريحه بالتأكيد على أهمية إشراك الساكنة المحلية عبر تكوين فرق تطوع مدربة على التدخل السريع، إلى جانب تنظيم حملات توعية موسمية لترسيخ ثقافة الوقاية البيئية، معتبرا أن التعامل مع هذه الظاهرة يجب أن يكون أولوية وطنية، لأن الغابات المغربية ليست فقط رئة للبيئة، بل مصدر عيش للآلاف من الأسر وركيزة للتوازن البيئي والمناخي.
[ad_2]
المغربي almaghribi – أخبار المغرب : المصدر

