[ad_1]
تتسارع وتيرة الأشغال بمدينة طنجة، في محاولة لجعلها واحدة من أجمل الحواضر العالمية وأكثرها جاهزية لاحتضان كأس العالم سنة 2030 إلى جانب المدن المونديالية الاخرى بالمملكة المغربية.
ورغم أن طنجة لطالما كانت عنوانا للنمو السريع خلال السنوات الأخيرة، فإن المرحلة الحالية تمثل قفزة نوعية في مسارها التنموي، إذ تشهد المدينة وضع اللمسات الأخيرة على مشاريع حضرية كبرى، خاصة في جهتها الغربية، وهي منطقة استراتيجية تتقاطع فيها الفرص الاستثمارية مع المقومات السياحية والاقتصادية.
وشهدت طنجة خلال العقدين الأخيرين توسعا حضريا متسارعا، مدفوعا بجاذبيتها السياحية وصناعاتها المتطورة وميناء طنجة المتوسط، ما أفرز ثلاثة مراكز حضرية جديدة؛ اجزناية–ابن بطوطة، العوامة–عين الدالية–طنجة تيك، وشرفات–ملوسة، وهذه المناطق لا تمثل فقط توسعا عمرانيا، بل تغيّر أيضا من ملامح المدينة ونسيجها الاجتماعي والاقتصادي.
وهذا النمو السريع لم يخلُ من التحديات، إذ يفرض ضرورة التوفيق بين التوسع السكاني والحفاظ على التنمية المستدامة، فالتخطيط الحضري هنا ليس رفاهية، بل أداة أساسية لضبط التمدد العمراني، القضاء على الأحياء العشوائية، ومعالجة المساكن غير الصحية، بما يضمن تهيئة طنجة لتكون مدينة عصرية دون أن تفقد روحها التاريخية.
أهداف واضحة وخطط إقليمية طموحة
تغطي وثائق التخطيط الحضري لطنجة الكبرى أهدافا استراتيجية ثلاثية المحاور؛ إنعاش النسيج الحضري عبر إعادة تأهيل المناطق المتقادمة، ضبط التوسع العمراني بما يتماشى مع إمكانات البنية التحتية، معالجة الاختلالات الحضرية ومحو مظاهر السكن العشوائي.
وعلى المستوى الجهوي، تعمل جهة طنجة–تطوان–الحسيمة وفق مخطط إقليمي لاستغلال الأراضي (SRAT) سارٍ حتى 2046، يتم تحيينه كل خمس سنوات، ويشمل سياسة عقارية وضريبية محفزة، وإدارة ذكية للأراضي الصناعية، وتخطيطا حضريا يتناسب مع الخصوصيات المحلية، أما الشريط الساحلي لطنجة–تطوان فيخضع منذ 2004 لمخطط تنمية يمتد لـ25 سنة، بهدف الحفاظ على جاذبيته البيئية والسياحية.
طنجة بين خطط معتمدة وأخرى قيد الإنجاز
حاليا، تغطي مخططات التنمية الجزء الشرقي من طنجة، بما في ذلك مغوغة–السواني وبني مكادة، إضافة إلى المخطط الساحلي للفحص–أنجرة، وبحسب الإحصاءات، فإن بني مكادة تضم أكبر كتلة سكانية (567 ألف نسمة)، تليها طنجة المدينة (342 ألف نسمة) ثم مغوغة (252 ألف نسمة)، وأخيرا اجزناية (88 ألف نسمة)، وهي الأخيرة التي وصلت خطتها التنموية إلى مراحلها النهائية.
في المقابل، ما زالت مناطق أخرى تنتظر اعتماد وثائقها الحضرية، مثل العوامة، التي تعطّل مشروعها بسبب احتضانها لمشاريع كبرى أبرزها “طنجة تيك” في مرحلته الثانية، ما استدعى إعداد نسخة جديدة تراعي الواقع الحالي والمشاريع المستقبلية.
مشاريع نوعية لإعادة تأهيل الفضاءات الحضرية
من أبرز المشاريع التي تعوّل عليها الوكالة الحضرية لطنجة، إعادة هيكلة الأحياء غير المجهزة في جزناية، على مساحة 1186 هكتارًا، بالشراكة مع الهيئة الإقليمية للمهندسين المعماريين، وتطوير محيط محطة القطار فائق السرعة (TGV)، على مساحة 65 هكتارا، عبر وضع تصاميم عمرانية ومعمارية تراعي الجودة والكثافة المسموح بها، وتنظيم حركة المرور ومواقف السيارات، توسعة سانية شرقية على مساحة 88 هكتارا، مع مراعاة قربها من مناطق طبيعية حساسة، بما يضمن التوازن بين التوسع العمراني والحفاظ على البيئة.
رهان كأس العالم 2030
وهذه الخطط ليست مجرد مشاريع تنموية عادية، بل جزء من رؤية أوسع تجعل من طنجة مدينة بمقاييس عالمية قبل 2030، العام الذي ستتجه فيه أنظار الملايين نحو المغرب. هنا، ستكون البنية التحتية، والوجه العمراني، والنسيج الحضري للمدينة، جزءا من الصورة التي ستظهر للعالم.
وإذا ما نجحت طنجة في تنفيذ هذه الاستراتيجيات بالصرامة المطلوبة، فإنها لن تكتفي باستضافة المباريات، بل ستقدم نفسها كمدينة نموذجية في التنمية الحضرية المستدامة، ومركز جذب للاستثمارات والسياحة على مدار العام.
[ad_2]
طنجة بوست tanjapost – أخبار طنجة : المصدر


