[ad_1]
بقلم: هشام عبود – الأربعاء 30 يوليو 2025
ترجمة: أنوار قورية
للمرة الثالثة على التوالي، وبمناسبة عيد العرش، مدّ الملك محمد السادس يده إلى الجزائر، في دعوة صريحة لفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين، غير أن النظام الجزائري، وعلى ما يبدو، سيختار مرة أخرى الصمت كخيار وحيد. صمت لم يعد مع مرور السنوات يُفسّر كخطة سياسية مدروسة، بل بات يُنظر إليه كنوع من الهروب إلى الأمام.
في خطاب نادر الوضوح.. الملك محمد السادس يدعو إلى “حوار أخوي وصادق” والجزائر أسيرة عقائدها
في خطاب اتّسم بقدر كبير من الوضوح والصدق، دعا الملك محمد السادس إلى حوار أخوي وصريح، مشددا على ضرورة طي صفحة الخلافات وبناء حل “لا غالب فيه ولا مغلوب” بشأن قضية الصحراء المغربية، وبعيدا عن المواقف التصعيدية، ذكّر العاهل المغربي بأن استقرار المنطقة ورفاهية شعوبها يجب أن يتقدما على الحسابات الإيديولوجية الموروثة من زمن مضى.
الجزائر أسيرة عقائدها الجامدة
أمام هذه الدعوة، ماذا سيكون رد الجزائر؟ لا شيء على الأرجح، استنادا إلى ما أظهرته من مواقف خلال السنوات الأخيرة، فمنذ عام 2018، واجه النظام الجزائري دعوات المغرب بجدار من الصمت، وسياسة الرفض القاطع، مدفوعة بخطاب متجمد يصور المغرب كـ”عدو” يهدّد الأمن القومي، خطاب يبدو مريحا للسلطة، لكنه لم يحقق أي نتائج، سوى تعميق عزلة الجزائر على الساحة الدولية.
في الوقت الذي تعزز فيه الرباط تحالفاتها الاستراتيجية، تنغلق الجزائر أكثر فأكثر داخل دعمها المكلف لجبهة البوليساريو، وهي قضية باتت غير مفهومة لدى جيل الشباب الجزائري الذي يطالب بأن تُوجه استثمارات الدولة نحو المستشفيات والمدارس والبنى التحتية.
مغرب عربي بلا مستقبل
هذا الجمود المزمن لا يعدّ مجرد هدر للوقت، بل يمثل مأساة حقيقية للشعوب، فإغلاق الحدود، وتعطيل اتحاد المغرب العربي، وغياب المشاريع المشتركة، كلها عوامل تحرم الجزائريين والمغاربة من فرص تنموية واقتصادية واجتماعية كبيرة.
إن رفض الحوار لا يؤدي إلا إلى تعميق مناخ الشك والريبة، وهو مناخ لا يستفيد منه أحد، سوى أولئك الذين تقتاتون من استمرار الانقسام، لكن، إلى متى؟ الأصوات الداعية إلى قدر أكبر من الحكمة تتعالى داخل المجتمع الجزائري نفسه، الذي سئم الشعارات الجوفاء والعقائد البالية.
لقد مدّ محمد السادس يده مجددا، والجزائر قد تختار تجاهلها مرة أخرى، لكن، بأي ثمن؟ في عام 2025، ومع تنظيم المغرب لكأس أمم إفريقيا وتسليط أنظار العالم على المنطقة، سيكون على النظام الجزائري أن يواجه صورة نظام منغلق على ذاته، عاجز عن الاستجابة لدعوة صادقة للحوار الأخوي.
الوقت لا يرحم، فالإصرار على التمسك بالمواقف المتصلبة يهدد بأن تجد الجزائر نفسها معزولة، أسيرة لمعتقداتها، بينما يستمر قطار التاريخ في المضي قُدما.

رابط مصدر المقال :
https://www.lopinion.ma/Mohammed-VI-tend-la-main-et-Alger-reste-fige-dans-le-passe_a70415.html
[ad_2]
المغربي almaghribi – أخبار المغرب : المصدر


