[ad_1]
بعد افتتاح المحطة الطرقية الجديدة بمدينة وزان وتوقيف العمل بالمحطة القديمة، التي عانت لسنوات طويلة من وضع مزر، وجد عدد من المواطنين العاملين في القطاع غير المهيكل أنفسهم فجأة بدون عمل أو مصدر رزق، وهذه الخطوة، التي تهدف إلى تطوير البنية التحتية للمدينة، خلفت وراءها مأساة إنسانية للعديد من الأفراض.
وحسب تصريحات مؤثرة تم تداولها على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فإن العديد من الأشخاص الذين قضوا سنوات طويلة يعملون في نقل الأمتعة والبضائع بواسطة العربات اليدوية في المحطة القديمة، أصبحوا عاطلين تماما بعد أن أصبحت المحطة مهجورة.
وهذه التصريحات، التي حملت في طياتها دموع وحسرة، كشفت عن وضع مزر لا يُحتمل، حيث ذكر أحدهم أنه لم يتناول وجبة واحدة لمدة ثلاثة أيام، بينما أعرب آخرون عن تمنيهم الموت على أن يعيشوا هذا اليوم المؤلم في حياتهم بعد سنين طويلة من الكد والتعب.
ويطالب المتضررون، الذين يفتقر أغلبهم لأي دخل آخر سوى هذا العمل الذي بات مفقودا اليوم جراء التجديدات التي عرفتها مدينة وزان، بحل عاجل يحميهم من الجوع والعوز والضياع.
وتُبرز هذه الحالة الضرورة الملحة لإيجاد بدائل أو برامج دعم حكومية تراعي الفئات الهشة المتأثرة بمشاريع التحديث الحضري، لضمان انتقال عادل لا يُلقي بالمسؤولية الكاملة على كاهل المهمشين.
وفي هذا السياق، عبر خالد العروسي، رجل تجاوز الخمسين من عمره، وقد بدت عليه علامات اليأس والإرهاق الشديد، “3 أيام وأنا بالجوع، 3 أيام ما قيست النعمة منين خوات المحطة وأنا كندور بحال شي أحمق، لا حنين لا رحيم لا والدين لا خوت”، بهذه الكلمات المتقطعة التي حبسها الألم، بدأ خالد سرده المؤلم.
وأضاف وهو يستند إلى جدار أمام دار الشباب: “را أنا عييت ما نمشي لعندهم حتى شي واحد ما بغا يسمعني ولا داها فيا ولا حاس بيا”.
خالد، الذي أمضى 28 عاماً من عمره في خدمة المسافرين بمحطة وزان القديمة، يجد نفسه اليوم بلا أي مورد رزق. “أنا حليت عيني في المحطة، ما كا نعرف ندير حتى شي حاجة من غير الخدمة في المحطة. 28 سنة وأنا في هاد المحطة كنساعد الناس وكنصور لي كتب الله، ما كا ندابز وما كا ندير مشاكل، كلهم عارفين درويش وداخل سوق راسي”.
بنبرة يعتصرها الألم والحسرة، تساءل خالد عن مصيره: “ودبا يرميوني هكذا؟ واش أنا ماشي مسلم؟ واش أنا ماشي مواطن مغربي عندو حقو في هاد الدنيا؟ علاش حتى وصلت لهاد السن عاد يديرو معانا هكذا؟” وأكد أنه مستعد لأي عمل: “كن دبرو علي غير عساس أو أي حاجة، أنا قاري ماشي أمي”.
ويبدو أن ارتباط خالد بمدينته عميق، فهو يرفض فكرة مغادرتها بحثاً عن فرصة أخرى. “دبا فين غادي نعطيها وأنا ما عندي صحة وولافت مدينتي وزان عزيزة علي، ما نقدرش نمشي لشي بلاصة أخرى حتى نموت هنا”.
[ad_2]
طنجة بوست tanjapost – أخبار طنجة : المصدر

