[ad_1]
يدخل قطاع الموانئ الأفريقية مرحلة جديدة من المنافسة الحامية، حيث يتصدر ميناء طنجة المتوسط بالمغرب المشهد كأكبر وأكفأ مركز لوجستي على مستوى القارة، متفوقاً على منافسيه في مصر وجنوب أفريقيا، في سباق محموم للاستحواذ على الريادة البحرية.
وتشير بيانات وتقارير حديثة إلى أن الموانئ الأفريقية سجلت نموًا بنسبة 20% في توقفات سفن الحاويات بين 2018 و2023، وهي نسبة الأعلى عالميًا، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل منها اضطرابات منطقة البحر الأحمر، وزيادة الطلب الداخلي، وازدهار تجارة النفط والسلع السائبة.
ويعتبر ميناء طنجة المتوسط اليوم أكبر مجمع مينائي في أفريقيا، حيث يُشكل حوالي 35% من حركة التجارة البحرية بين أفريقيا وباقي أنحاء العالم، ويرتبط بنحو 40 ميناءً أفريقيًا، مما يعزز موقعه كمركز لوجستي محوري يربط بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.
وفي ظل تطور السفن العملاقة التي تصل سعتها إلى عشرات آلاف الحاويات، قامت موانئ القارة، وعلى رأسها طنجة المتوسط، بتحديث بنيتها التحتية من تعميق قنوات وموانئ، وتوسيع الأرصفة، وإنشاء مناطق تخزين ضخمة، لتواكب هذا التحول اللوجستي الضخم.
وتشهد البنية التحتية للموانئ الأفريقية استثمارات هائلة تجاوزت 65 مليار دولار بين 2005 والنصف الأول من 2019، ما يعكس جدية الدول الأفريقية في تطوير قطاع النقل البحري واللوجستي الذي يعتبر شريان حياة للتجارة القارية والدولية.
و بحتكر المغرب و مصر، وجنوب أفريقيا أكثر من نصف حركة الحاويات في أفريقيا، بينما تواجه موانئ أخرى تحديات في تحديث بنيتها وتأمين مكانتها التنافسية.
يضاف إلى ذلك التحدي الاستراتيجي المتمثل في التوسع الصيني الذي يسيطر على أكثر من ربع نقاط التبادل البحري في القارة، مما يطرح تساؤلات حول التوازن الجيوسياسي والاقتصادي في الموانئ الأفريقية خلال السنوات القادمة.
وفي خضم هذا السباق اللوجستي المتسارع، يثبت ميناء طنجة المتوسط أنه أحد أبرز قصص النجاح الأفريقية في مجال النقل البحري، مستفيدًا من موقعه الجغرافي الاستراتيجي واستثماراته المتواصلة، ليكون بوابة حيوية للتجارة بين أفريقيا وأوروبا والعالم.
[ad_2]
طنجة بوست tanjapost – أخبار طنجة : المصدر

