[ad_1]
في كل موسم انتخابي، سواء تعلق الأمر بالسياسة أو بالرياضة، يظهر نوع خاص من “الخبراء” الذين اشتهروا في القاموس الشعبي المغربي بلقب “الزلايجية”. هؤلاء لا يحملون همّ البرامج ولا يهمهم الصدق والشفافية، بل يتقنون فناً واحداً: تزليج المرشحين وتضخيم صورتهم على أنهم المنقذون والمخلّصون، حتى وإن كانت الأرقام والوقائع على الأرض تقول العكس تماماً.
وظيفة “الزلايجي” تبدأ منذ اللحظة الأولى للترشح، إذ يسارع إلى تقديم مرشحه كأنه الحل السحري لكل الأزمات، ويشيع في الكواليس أن “الطوابق العليا راضية عنه”، وأن النجاح محسوم سلفاً. وفي المقابل، أي صوت مخالف أو رأي ناقد يُعتبر خيانة، ويُتهم أصحابه بأنهم ضد الإصلاح وضد المصلحة العامة.
هذا المشهد يتكرر اليوم في إحدى الانتخابات الرياضية الجهوية، حيث اختار بعض المحيطين بأحد المرشحين لعب دور “الزلايجية”: يزينون له الطريق، يبالغون في قوته، وينفخون في صورته كبديل حتمي لمنافسه. غير أن الواقع الميداني يكشف حقائق مختلفة، فالأندية لا تؤمن إلا بلغة الأرقام، والأرقام هنا لا ترحم.
المفارقة أن هؤلاء “الزلايجية” لا يكتفون بتضليل مرشحهم، بل ينخرطون أيضاً في مهاجمة كل من يخالفهم الرأي، معتبرين أن أي معارضة هي عرقلة لمسار التغيير. بينما الحقيقة الواضحة هي أن الترويج للوهم لا يصنع النجاح، بل يعجّل بالسقوط ويضر بصورة المرشح على المدى البعيد.
النتيجة أن الانتخابات تتحول أحياناً إلى مسرحية، بطلها مرشح مغرور يصدق التزليج، وجوقة من المحيطين الذين يبيعون له الأوهام. لكن مع أول اختبار حقيقي، تنكشف الحقائق، وتختفي الوجوه التي كانت تسبّح بحمده، ليبقى وحده في مواجهة الخيبة.
وهكذا، تؤكد التجربة مرة أخرى أن “الزلايجية” ليسوا مجرد نكتة متداولة، بل ظاهرة خطيرة تعيد إنتاج الفشل قبل النجاح، سواء في السياسة أو في الرياضة.
[ad_2]
طنجة بوست tanjapost – أخبار طنجة : المصدر

